نفتك بالعقول بحثا عن الثروة

نعيش حالة من المفارقات العجيبة في حياتنا ولا يستوقفنا ما نحن عليه لأن كل طرف مقتنع بما لديه من مسوقات وحجج، وتحت هذه المفاهيم الخاطئة نمارس قدرا من العداء تجاه بعضنا؛ بل وجدنا في مساحة وسائل التواصل الاجتماعي ضالتنا في كيل الإساءات والتحريض تجاه بعضنا حتى إنك لا تجد فيما ننشر ما يدل على روابط العقيدة والقيم والإنسانية.. بصورة فجة تنطلق سبل الإساءات والعبارات التحريضية القبيحة وفرط الأكاذيب والتشويهات التي تمارس بساوية مطلقة.. لا مجال معها لتحكيم العقل والمنطق.

وتحت مبدأ الثروة وما في باطن الأرض تستقر مفاهيمنا للحياة والتطور الاجتماعي؛ لذلك نمارس الفتك بالعقول البشرية بحثاً عن الثروات التي في باطن الأرض أو هكذا هي حروبنا بنفسها المتواصل التي تجعل الزج بفلذات أكبادنا إلى أتون معارك عبثية ليس لها غاية عدا ما ترسخ في الأذهان من صراعات الأرض والجغرافيا، وما في أعماقها من عائدات ينبغي أن تكون فيها السيادة للأقوى الحال الذي تفرض الدفع بخيرة العقول البشرية من الأجيال إلى أتون تلك الصهارة الجهنمية التي تفتك بخيرة العقول وتطيح بآمالنا في مستقبل أفضل.

هكذا أقنعنا أنفسنا أن مفاهيم الرخاء والتطور تكمن فيما يمتلك كل طرف من ثروات رغم أن كافة معطيات العصر وتطوراته المتسارعة قد تجاوزت مفاهيمنا وحروبنا إلى فضاءات عطاء العقل البشري محور التطور ومكمن الثروات، ذلكم العقل الذي ليس له أدنى الحسابات في معمعان معاركنا وبطولاتنا ضد أنفسنا الحال الذي تسيدت معه مفاهيم البطولات بالفتك بأنفسنا الانتصارات هي ما يمكن أن تلحق بالآخر من قتل ودمار..

وعند كل لحظة تمطرك وسائل التواصل الاجتماعي بكم من البطولات التي هي نتاج العقل المتقوقع المتعلق أنها الروح الشريرة التي تتغذى على سفك الدماء وأشلاء الضحايا.

فيا لها من فصول مروعة لرواية المشيب عند الفجر أو هو الموت عند الفجر إن جاز التعبير.