هل يتم البناء على كثبان رملية؟!
عبدالقوي الاشول
المزيدلا أدري هل يمكن البناء على المتناقضات الصارخة في المشهد اليمني؟ مثل هذا التساؤل يلح في الذهن من منظورات عدة لا توحي بالتجانس والتقارب بين كافة الأطياف والأطراف، حيث بينت المعطيات على الأرض استحالة التوافق والذهاب باتجاه ما قيل إنه هدف إسقاط الانقلاب وبلوغ صنعاء.
وهي الغاية التي يمكن بعد ذلك البناء عليها في حل مشكلات الواقع السياسي شديد التصعيد.. مثل هذا الطرح لا تر حجمه أي فرضيات على الأرض في ظل مشهد تشظيات عارمة باتجاهات متناقضة للغاية.
ناهيك عن حالة عدم الاستقرار في المنطقة عموما بما استجدت من تطورات متسارعة إثر الاستهدافات الأمريكية لبعض القيادات البارزة، كما هو الحال باستهداف قائد فيلق القدس قاسم سليماني وبعض القيادات في الحشد الشعبي العراقي الموالي لإيران.
مثل تلك التطورات قد ترسم تطورات جديدة على المنطقة، الحال الذي يعكس نفسه على الحالة اليمنية عموماً بحكم اعتماد إيران على أذرعها في اليمن وما أنيط بتلك الأطراف المدعومة من عمليات سابقة هدفها زعزعة أمن واستقرار المنطقة بعد أن وجدت إيران نفسها في كماشة العقوبات الأمريكية التي مثلت تحدياً لإدارة الملالي الإيرانية التي توعدت بالرد على الاستهدافات الأمريكية الأخيرة، ما اعتبره الكثير من المراقبين والمحليين استهدافا للمصالح الأمريكية في المنطقة الغربية خصوصا.
واقع على هذا النحو لاشك يدفع الأطراف اليمنية المرتبطة بالأجندة الإيرانية نحو مزيد من التقارب وبما يجهض جهود التحالف العربي الذي يتم السعي بصورة حثيثة لعرقلة إنجازاته في اليمن التي تعتبر إحدى المناطق الحساسة المرتبطة بأمن الممرات المائية ذات الأهمية الكبيرة للمنطقة والعالم.. فهل يمكن التنبؤ بالبناء على مثل تلك الكثبان الرملية المتحركة؟!
ما يعني أن تنوعاً ملحوظاً في الأطراف اللاعبة في الساحة اليمنية والتي لم تشهد إثر اتفاق الرياض خطوات تذكر باتجاه تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ناهيك عن حالة التمترس لدى القوى المتطرفة على الأرض ما ينذر بمواجهات، خصوصا على الساحة الجنوبية التي تعد أولوية تلك الأطراف وداعميها على المستوى الإقليمي.
في ظل ما سلف كيف يمكن التنبؤ بإمكانية توحيد الجهود باتجاه تحقيق الأهداف اللاحقة للتحالف العربي؟
وما هي الأسس الواقعية لتحقيق ذلك؟ بعد أن تبين عبر ما يزيد عن خمس سنوات من الحرب حالة عدم التجانس وغياب الثقة وتجيير إمكانيات، قدمها التحالف العربي ضد تلك الأهداف المرسومة، ناهيك عن ما اعترى الجنوب المحرر من تطورات ومستجدات أمر معالجتها يحتاج جهودا كبيرة.