مركز الثقل الجنوبي

تتنوع المحاولات للنيل من الثقل الجنوبي الذي يمثله الانتقالي، باعتباره يجسد الإرادة الجنوبية، وهو ما جعل بعض الكيانات التي أبدت منذ البدء عدم نيتها التعاطي مع الانتقالي في اتجاه التوافقات الجنوبية المبنية على أساس التسليم بمبادئ وثوابت الثورة الجنوبية، بل ظل هؤلاء يسوقون رؤيتهم وفق طرق ملتوية أفقدتهم الثقة بتلك الهيئات أو الكيانات التي قامت أساسا على أساس استعادة الحق الجنوبي.
إلا أن ممثلي تلك الكيانات ظلوا ومازالوا يستخدمون المسميات كما لو أنها تعبر عن ثقل جماهيري، مع أن الحال مختلف تماما، فمعظم المنتسبين لتلك الكيانات ذهبوا للتوافقات مع الانتقالي في نطاق جهوده التي بذلت بهذا التجاه، ما يعني أن بقاء بعض الأشخاص يعبرون باستمرار عن ما لديهم من ثقل جماهيري لم يعد صحيحا، فوفق كافة المعطيات لا توجد سبل أخرى في سبيل استعادة الدولة الجنوبية، ومن يبعثون بتلك التأويلات والمبررات يرفضون في الأصل فكرة التقارب الجنوبي، ويقفون بصورة واضحة ضد التصالح والتسامح، وقد تكشفت تحالفاتهم ومساعيهم عن الكثير من توجهاتهم التي تخالف بصورة واضحة الإرادة الجنوبية.
محاولات الاصطياد في المياه العكرة هي ما تتميز به تلك الأطراف في هذه الأثناء، فالأحداث الجارية في عموم المنطقة ربما يرى فيها هؤلاء جسرا لتحقيق ما عجزوا عنه خلال السنوات الماضية.
نضالات الشعب الجنوبي معمدة بتضحيات جسيمة، وصمود المقاومة الجنوبية الباسلة التي مازالت تسطر ملاحمها النضالية في الجبهات لم تكن عبثا، ولا خاضعة لتقديرات من يخرجون علينا بتلك التصريحات التي لا تعبر مطلقا عن الإرادة الجنوبية، وإن كانت مغلفة بإطارات مخملية، إلا أن العامة قبل السياسيين يدركون مالاتها ولماذا يتم اختيارها في هذا الوضع الزمني، فهم من جهة يريدون سحب البساط من تحت أقدام الانتقالي وجعله يبدو متقاطعا مع التحالف تحت مبررات واهية وغير واقعية، منها أن الانتقالي هو من يفرط بالحق الجنوبي، وهذا طرح لا تدعمه أي حقائق تذكر، عدى حالة التشويه وتصوير الانتقالي بالكيان الذي لا يمثل الجنوبيين عموما، رغم أن تشكيلة هذا الكيان من كافة الأطياف الجنوبية تلقي مثل تلك المزاعم الواهية، ولا مجال لتسويق الأفكار والمبادرات التي لا تعبر ولا تلتزم الحق الجنوبي بصورة واضحة، وعقارب الزمن لن تعود إلى تلك الأيام التي ظل التكسب فيها باسم عدالة قضيتنا سبيل تلك الشخيصات التي اختيرت لأداء تلك المهمة التي تضع العراقيل في طريق عدالة قضيتنا.​