تطورات هل تعصف بمشروع الحوثي؟

وفق معطيات تاريخية عدة ربما ترسم نهايات الحروب بصورة غير متوقعة، بل مباغتات ومفاجئات لم تكن في الحسبان، أي أن أشياء كثيرة ربما تشكل سبباً لهزيمة الطرف الذي لم تدر في حساباته إمكانية ذلك.. ربما بحكم أن هذا الطرف منهمك في إدارة معاركه دون حسابات وتوقعات عدة، فهو يبني حساباته على أنه الطرف المنتصر، غير مدرك أن بعض مكامن ثقته ربما يفاجأ بها كنقاط ضعف الحال الذي يضعه في مرمى العاصفة.
فهل ترسم الحرب مع الحوثي اتجاهات غير سارة لهؤلاء؟ لا شك لا توجد إجابات فاصلة ولا توقعات يقينية.
إلا أن معطيات عدن تشير إلى رهن المليشيات الحوثية من منظور وضعها الداخلي المبني على أساس فرض الولاءات بالقوة.
حتى إنهم باتوا يثقون في ما أحدثوا من تغييرات مذهبية لا يمكن البقاء عليها مطلقاً من منظور أن مثل تلك المذهبية لا يمكن تغيير ولاءات أصحابنا العقائدية بتلك البساطة وتحت سطوة الخوف، فالمذهبية في اليمن تحديداً لم تعرف بطابعها العقائدي ذي اللون الواحد وحتى الألوان الموجودة وهي قريبة من بعضها غير متشددة، إلا أن الحوثيين اتخذوا من هذه المفصلية سبيلاً لتعزيز مظهر الولاء لنهجهم الذي يقام على أساس الوطأة والترهيب والإرغام والقمع.
حالة عدم انسجامه مع محيطه الداخلي تشكل منفذاً خطيراً لمشروعه وحربه العبثية القابلة للتبدل في لحظة ما، ربما تفاجأ هذا الفصيل الذي تنقصه أمور جوهرية في الركون لساحته الداخلية، فالحرب التي أخذت مؤخراً أنماطاً مختلفة في تحريك تهم القرية من صنعاء ولو بحدود توافقية بين أطراف الشرعية والتحالف إلا أنها أخذت ترسم في أفق الواقع اتجاهات تكثر معها الاحتمالات بإمكانية أن تشكل سبيلاً إلى صنعاء، ما يعني تحريك أوراق الداخل التي تورق تلك الجماعة الفارضة سطوتها بالقوة والقهر، وعندئذ ربما يفاجأ الجميع بانهيارات حوثية قادمة، هذا في حال الحد الأدنى من التوافق في المواجهات معهم بالنسبة للشرعية على ما لدى هذه الأخيرة من ثغرات ونواقص إلا أنه لا يمكن مقارنتها بوهن الوضع الداخلي على صعيد الحوثيين. وفي هذه الحال ما على هذا الفصيل إلا إعادة قراءة المشهد بعناية فائقة، حتى لا يجد نفسه في وضع من يخسر كل شيء بعد سنوات من الحرب، الأمر الذي يحتم عليهم الأخذ بمبدأ التفاوض السلمي، ووضع نهاية للحرب عوضاً عن استمرار المغامرات التي لا أظنها محدودة.