الإصلاح ينهي الشرعية بيديه

حزب الإصلاح الإخواني استطاع وبكل احتراف أن يتقن تمثيل دور القوى اليمنية السياسية للسيطرة على ماتسمى الشرعية اليمنية ، وفعلا فقد تمكن من تسيير سياسة الحزب من خلال الحكومة اليمنية وجعلها في خدمته وخدمة اعضاءه ، كما استغلها في الانتقام من أعداءه من غير الحوثيين ، إلا أنه أخفق في استغلالها ضد الحوثيين وتحرير وطنهم الشمال منهم ، وقد كانت اول بداية هزائم حزب الإصلاح الإخواني أمام الحوثيين عندما رتب سياسته المسيطرة على الحكومة اليمنية على اساس السيطرة على الجنوب أولا وبعدها ينظر في حربه ضد الحوثيين ، ومن بلادة وخجافة هذا الحزب استمراره السير على نفس الموال التي مازال يواصلها إلى اليوم ، وهو كيف يسيطر على الجنوب أولا ! ، ولايدري أنه بسياسته العدائية تلك ضد الجنوب أنه يقرب نفسه من نهاية تغمصه دور القوى اليمنية السياسية واكتشاف فضائحه ، وبالتالي نهاية سيطرته على الحكومة اليمنية التي ستكون بنهاية الشرعية التي تبدو أنها ستكون على يديه .

كما هو معلوم أن قوة حزب الإصلاح السياسية والعسكرية والإقتصادية مرهونة ببقاء الشرعية اليمنية المستمدة من اعتراف الأمم المتحدة بها ، وبقاء هذه الشرعية مرهون ببقاء سيطرتها ولو على محافظة شمالية واحدة ، كما هو حالها في مأرب التي لها بات الحوثي يقاسمهم فيها ويوشك أن يسيطر عليها ، وإذا استمر الإصلاح في عناده للجنوبيين والانتقالي والتحالف وانسحب كلية من مأرب متنازل عنها للحوثيين لكي يسيطرون عليها كسياسة منه في سحب قواته إلى شبوة وحضرموت وأبين ، هنا ستكون نهاية الشرعية اليمنية المقترنة بنهاية حزب الإصلاح المسيطر عليها .

لإن الإصلاح ومن بعد تسليمه مأرب للحوثيين إذا حاول أن يظهر للأمم المتحدة أن الشرعية اليمنية مازالت حية من خلال تواجد مليشياته في شبوة ستبؤ محاولته بالفشل ، حيث أن العالم سيرى عكس ذلك وستتولد لديه القناعة التامة بنهاية الشرعية ونهاية حربها مع الحوثي ، وسينظر إلى بداية الحل للمشكلة اليمنية على اساس إقليمين إقليم شمالي تحت حكم الحوثيين وإقليم جنوبي تحت حكم الانتقالي ، وهذه القناعة العالمية المتولدة ستكون شواهدها استقرار الحوثيين شمالا في ظل وضع أنعدمت فيه القوى الشمالية المعارضة والمناهضة له ، وكذلك سعي الانتقالي والجنوبيين كافة إلى عدم جعل شبوة منطقة استقرار لمليشيات الإصلاح وتطلعهم إلى تحريرها منهم .