الحكومة المشردة وقرار مجلس الأمن 2511

كثيرا هي تلك القرارات التي يصدرها مجلس الأمن الدولي بشأن أي دولة في العالم تكون صيغتها الإنشائية في جانب بينما التطبيق على الواقع يكون في جانب آخر ووفقا للواقع المستجد>

مجلس الأمن وهو يقر قراره 2511 بشأن اليمن بتلك الصيغة الإنشائية البعيدة كل البعد عن حقيقة واقع اليمن وحكومته المشردة في المنفى الغارقة في حروب ومشاكل وأزمات ومطالبات وغياب تام لمفهوم النظام الشرعي المحافظ على مؤسسات الدولة ، المبينة حقيقة عدم انسجام ذلك القرار مع الظروف والمستجدات الحاصلة في اليمن وعدم إمكانية تطبيقة بتلك الصيغة الإنشائية الغير متطابقة مع الواقع الحقيقي لليمن ، يدل دلالة واضحة على أن مجلس الأمن وهو يقر ذلك القرار يكون قد عقد عزمه على السير في حل مشاكل اليمن على اساس المتغيرات والمستجدات الطارئة الحاصلة فيه ، وليس على اساس التعبير الإنشائي للقرار الصادر منه بخصوصها .

الحكومة اليمنية المشردة في المنفى التي تسمى بالشرعية وأمام قرار مجلس الأمن 2511 الذي في صيغته الالتزام بوحدة اليمن وسيادته مع امتناع كلا من روسيا والصين عن التصويت له ، الذي له هللت وكبرت واستبشرت ورقصت وعانقت السماء فرحا ، من يشاهدها او يستمع لها وهي بتلك الحالة المنتشية يتخيل له أن تلك العبارة الإنشائية الصغيرة أنها فعلا قد حلت جميع مشاكل اليمن وأزماته وأوقفت الحرب فيه ، وإن الاتفاق على احلال السلام قد تم وعم كل أرجاء اليمن بليلة وضحاها .

أنها شطحات المهزومون والفاشلون والضعفاء ليس إلا ، وما تعاليهم بقرار أممي قد تكرر إصدار صيغته تلك في جلسات سابقة وهم يعلمون يقينا ان مدى البعد بين فرحتهم وبين أمكانية تطبيقه على الأرض كمدى البعد بين شرعيتهم المنفية وبين اعتراف المسيطرون على الارض بها ، إلا تكشفا لمدى التخبط الذي يعيشونه ومحاولات عارية لأخفاء مصير شرعيتهم التي هي في طريقها إلى الزوال .

العالم لن ياتي ليقاتل بدلا عنهم ، العالم لايعترف إلا بشرعية الشعوب ، وشعب الشمال بصمته يتبين أنه قد قرر مصيره مع الحوثي ، وشعب الجنوب بنضاله يكون قد قرر مصيره مع الانتقالي ، فعن اي قرار اممي يتكلم هولاء المشردون ويفرحون به ؟ وهم قد رضوا على أنفسهم الضياع والتشرد وسقوط الهيبة والكرامة والتضحية واقتنعوا بحياة الذل والمهانة في الفنادق .