حكومة مناصفة بين الجنوب والشمال
عادل العبيدي
- على هامش الدراسة الروسية للاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك
- الانتقال الجنوبي نحو السيطرة على السلطة
- محاور اتجاهات البيان الاستثنائي للانتقالي
- ثبات الانتقالي على ما تعهد به
تسريبات إعلامية تتحدث عن أن مشاورات الرياض الأخيرة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وبين الحكومة اليمنية بمختلف هيئاتها ومجالسها ورؤساء الأحزاب والتنظيمات السياسية الشمالية تؤكد أنه قد تم التوصل فيها إلى اتفاق عن تشكيل حكومة جديدة ، حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب ، إذا صحت تلك التسريبات وغدت على الواقع حقيقة ، فهذا يعني كسر وإقتلاع جميع الأهداف السياسية والعسكرية التي رسمها الإخوان ولها كانوا يحاولون تحقيقها من خلال معركة شقرة العدوانية ، و كذلك سيكون الطرد الحتمي لأتباع قطر وتركيا من قائمة هذه الحكومة الجديدة .
مسمى المناصفة بين الشمال والجنوب فقط هو وجهه الشبه بينها وبين الحكومة التي تشكلت بعد 22 مايو 1990 م ، أما بقية الاهداف فمختلفة عنها اشد الاختلاف وبعيدة عنها كل البعد ، في حكومة الوحدة الفاشلة كانت صنعاء هي المختارة كعاصمة تتواجد فيها حكومة مناصفة الوحدة ، ومنها تمت خيانة اتفاق الوحدة والتآمر على الجنوب كشريك ندي ومحاولة طمس هويته كوطن مستقل للجنوبيين ، أما في في هذه الحكومة المزمع الاتفاق عليها في الرياض بين الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية ، عدن هي المختارة كعاصمة تتواجد فيها هذه الحكومة ، وإذا فعلا نجح الاتفاق على تشكيلها وفق اتفاق الرياض فإنها ستكون حكومة فك الأرتباط بين الشمال والجنوب ، وستلعب عدن كعاصمة لتواجد هذه الحكومة فيها دورا كبيرا في استعادة هوية الجنوبيين ووطنهم المستقل .
الانتقالي الجنوبي لن يوافق أن يكون طرفا في هذه الحكومة إلا إذا رأى فيها مقدمات ستساعده في التقدم أكثر نحو فك الأرتباط ، مالم فإنه لن يوافق ، لهذا فإن الانتقالي وكما هو حاصل حتى قبل الإعلان عن الاتفاق النهائي سيتعرض لهجمات شرسة من الإشاعات والإتهامات التي تحاول تشويه سمعته ودوره النضالي أنه قد باع مطلب الجنوبيين وثورتهم مقابل حصوله على عدد من الحقائب الوزارية في حكومة المناصفة ، أصحاب مشاريع بقاء الوحدة الفاشلة المشؤومة واليمن الإتحادي هم الذين سيكونون وراء تلك الإشاعات والإتهامات الحقيرة ، فهم وبقدر كرههم لمطلب فك الأرتباط كان وسيستمر كرههم للانتقالي كونه هو الكيان السياسي الجنوبي الممثل للشعب الجنوبي الذي استطاع أن يخطو خطوات سياسية وعسكرية واقتصادية جبارة نحو مشروع فك الأرتباط بين الشمال والجنوب ، لهذا على الشعب الجنوبي بكافة فئاته أن لا يكونون أذان صاغية لمثل تلك الإشاعات والإتهامات التي يطلقها أعداء الجنوب ، وأن يكون التطلع نحو استعادة دولة الجنوب هو رابط الثقة بينهم وبين قيادة الانتقالي المتمسكة في مفاوضاتها وحواراتها مع الطرف الشمالي بعلم دولة الجنوب وبكل ادبياته النضالية الجنوبية التي في السير على طريقها تم تأسيسه ، لهذا فمهما كانت شراكة الانتقالي ومناصفته الطرف الشمالي أي حكومة جديدة متفق عليها لايسعى في الموافقة عليها إلا إذا كانت ستقربه نحو فك الأرتباط واستعادة دولة الجنوب فقط .