المعاناة ستبقى مابقي فساد عفاش

رغم النضال والتضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجنوبي ، في نضاله السلمي وفي نضاله العسكري، من أجل استقلال وطنهم، ومن أجل أن ينعموا بحياة هادئة مطمئنة ، حياة مستقرة في كل أحوالها ، السياسية والأمنية و الأقتصاديه، حياة غير تلك الحياة التي عاشوها في زمن نظام عفاش الفاسد، الذي أعتمد لبنائه وبقائه على أركان الرشوة والمحسوبية والظلم والغش والذل والإحتلال والإستغلال والحرمان والتقطع والإرهاب .. إلا أنهم مازالوا يعانون .
صحيح أن في جنوبنا الحبيب وخاصة من بعد طرد ميليشيات الحوثي وعفاش من اغلب مناطق الجنوب ، قد كانت هناك أريحية في صدور الجنوبيين التي استشعروها بعد غياب المنظر البشع لعساكر الشمال في المعسكرات والطرقات والتخلص من أجرامهم وظلمهم ، وكذلك ماكان من جهد جبار من قبل رجال الأمن الجنوبي في استتباب الأمن رغم تحديات الأعداء ، وأيضا ما كان من توحد الجنوبيين سياسيا في أعلان المجلس الانتقالي الجنوبي ، وتوحيد قواتهم تحت هيئة قوات المقاومة الجنوبية ، رغم كل ذلك ، إلا إننا عاد نحن نقدر نقول أن المعاناة مازالت ، وما زال المواطن الجنوبي يكتوي بنارها، وحياته تضيق ذرعا يوما بعد يوم ، وتزداد قساوة وألما .
طبعا لاعجب ولا غرابة من ذلك ،و يمكن أن تزداد معاناة المواطن الجنوبي إلى حد لا يطاق ، بل و ستبقى مابقي فساد نظام عفاش معشعشا في الرئاسة والوزارات والإدارات والشركات والمؤسسات المدنية والعسكرية .. وهذا هو الذي حاصل، و الذي لا نستطيع أنكاره في المحافظات الجنوبية التي نسميها محررة، وهي أنها لم تحرر بعد من فساد نظام عفاش ، الذي هو في زيادة وتمدد، وفي أعلى مستوياته ويمارس بنفس الأساليب والطرق التي تعلموها من دولة عفاش .
ولهذا إذا أردنا أصلاحات وعملا وطنيا نزيها في المرافق المدنية والعسكرية و في المؤسسات الخدمية التي تلامس حياة المواطن بشكل مباشر ، من أجل رفع تلك المعاناة المتزايدة عن كاهل المواطن الجنوبي ومحاولة تحسين وضعه المعيشي والخدمي ، لا يكون تحقيق ذلك إلا بمراقبة ذلك المسؤول أو العامل الأداري والضغط عليه أن يصحح مسار تأديته للوظيفة العامة ، أو بتخليص المرافق والمؤسسات الحكومية من الذين كانوا تابعين لنظام عفاش نهائيا ،من الذين تربوا خلال فترة عمرهم الوظيفي على الفساد والتآمر والرشوة وصنع الأزمات والتلاعب بحياة المواطن والتقطع في الطرقات واستغلال الوظيفة العامة للمصالح الشخصية والحزبية .
من هي طائفة فساد عفاش التي نريد التخلص منها في المحافظات الجنوبية المحررة ، التي كانت ومازالت هي المتآمرة و السبب الأقوى في خلق الأزمات ، والسير بأوضاع المواطن إلى الأسوأ ؟.
هي كل القوى والأحزاب و الشخصيات والتجار ، التي كانت داخلة ومشاركة في نظام عفاش، وتحالفت معه ضد الجنوب ، وأعلنت الولاء المطلق له ، من هادي، إلى مايسمى بالشرعية، إلى الإصلاح، إلى الحوثي، إلى الجنوبي الذي تحول فيما بعد إلى حراكي أو انتقالي، ولكنه مازال يمارس فساد عفاش مستغلا بقاءه في وظيفته العامة التي ترفع إليها مقابل ولاءه المطلق لنظام عفاش انذاك، والولاء من بعده لأسلافه.
وحتى لا نذهب بعيدا في البحث عن المتسببين في زيادة معاناة المواطن الجنوبي ، علينا أن نعترف أن طاقم عفاش من الذين تولوا في عهده مسؤوليات كبيرة في وظائف عامة خدمية وأدارية وعسكرية و شركات ، مازالوا هم المتربعون على تلك المرافق إلى يومنا هذا ، إلا من ندر من الذين كانت وطنيتهم ونزاهتهم هي سبب إقالتهم.
إذا إذا لم تكن هناك مرحلة جديدة مفصلية، تفصل طاقم فساد عفاش عن مسؤولياتهم ، فإننا سنشهد في الأيام القادمة ، مزيدا من المعاناة ، مزيدا من التقطع في الطرقات ، مزيدا من الأغتيالات ، مزيدا من الأزمات ، مزيدا من تفجيرات القاعدة وداعش لا سمح الله ، مزيدا من تآمر حكومة مايسمى بالشرعية على المواطن الجنوبي ، من خلال التعامل مع طائفتهم المتبوئة مناصب رفيعة وهامة ، أن يمارسوا فساد عفاش بشكل واسع وكبير .

عادل العبيدي