أمام التحالف خيار (واحد)

مثلما تكلمنا من قبل ، أن سياسة تنظيمهم الإخواني هي فقط التي يعملون على ضوئها ، ووفقا لمخططاتها وأهدافها ، وسوف يجتهدون من أجل  تنفيذها بحذافيرها. دول الخليج العربي بالنسبة للإخوان هدف مؤجل ،  إلى أن يتمكنوا من تحقيق مخططاتهم في اليمن،  والتي على تحقيقها يعتمدون على تكثيف عملهم الاستخباراتي والإعلامي والعسكري ، الذي لأجله تم تسخير كل الدعم السياسي والعسكري والمادي الذي قدمته  دول التحالف العربي لحزب (الإصلاح الإخواني ) باعتباره يمثل الشرعية في حربهم ضد الحوثيين ، الذي  تنصّل متعمداً عن مواجهة الحوثيين  ، ملتفّاً على استراتيجية التحالف العسكرية والسياسية لحربها في اليمن ، بل أنه أيضاً قد استغل كل دعمها لصالح تنظيمهم الإخواني ، حيث أنهم وبدلاً من أن تسير معاركهم في اتجاه صنعاء ، حوّلوا  معركتهم  إلى الجنوب مع الجنوبيين ، الذين يعتبرون شركاءً أساسيين مع التحالف في الكثير من الانتصارات التي تحققت للتحالف على الحوثيين .

الجنوبيون أهدافهم ثابتة وظاهرة، ولا يمكن أن يتنازلوا عنها ، وهي استعادة دولتهم ، ولن يسمحوا لأي دولة، ولا لأي  قوة عسكرية ، أو أي تنظيم أو حزب أن يستنقص من أهدافهم ، أو محاولة السيطرة على أرضهم ، وطبيعتهم أنهم أوفياء ومخلصون  مع من يمد إليهم يده في مساعدتهم ، وصادقون في حفظ مصالح دول الجوار ، وليس من شيمتهم الغدر أو التفريط بمن  مد يده لمساعدتهم .

على التحالف العربي أن يتدارك الأمور والأخطار المحدقة بهم وهي مازالت طفيفة، ولا ينتظر إلى أن تتسع وتترسخ وتتعمق،  ويعرف أنه ولمواجهة تمرد حزب الإصلاح و انحرافه  عن مبادئ و أهداف حربهم  في اليمن ، وخياناتهم وغدرهم وابتزازهم وعمالتهم لصالح سياسة وأهداف دول أخرى معادية  للتحالف،  ليس أمامهم غير خيار واحد ، وهو توجيه دعمهم القوي السياسي والعسكري للجنوبيين ، ومساعدتهم أن يكونوا هم فقط الذين يمكن لهم السيطرة على أرضهم وحمايتها  وإدارة شؤونها بأنفسهم ، على طريق الاعتراف بدولتهم مستقبلا ، ويجب أن يكون دعمهم على المستوى الداخلي والخارجي .

وضع الأمل على ما يسمى بشرعية الإصلاح في مواجهة الحوثيين ، واعتماد دول الخليج العربي عليهم كحليف صادق ووفيّ ومضحٍ في سبيل تحقيق أهدافهم ، وحفظ أمنهم ومصالحهم ، جميعها ضاعت وذهبت في مهب الرياح ، ولا يمكن أن ينظر إليهم ، لا الآن ولا مستقبلاً ، في أنهم  سيكونون سنداً قوياً وعوناً وفياً لأشقائنا في دول الخليج العربي . الإصلاح قرر، ولا يمكن أن يعود عن مشاريعه ، ولا يرى غير  السير في طريق تنظيمهم الإخواني ، الذي هو أشد ما ينظر وأشد ما يطمح  أن تحقق أهدافه،  وعليها ترسو قواته ، هي أرض ومنطقة الجزيرة والخليج .

إن ما يقوم به اليوم حزب الإصلاح من اختطاف لشرعية (هادي) ، وما تقوم به مطابخهم السياسية من استصدار قرارات رئاسية كيدية ، وما يكون من ترويجهم الإعلامي لها ، وأنها ضروريات وتخدم التحالف في حربهم مع الحوثي ، ما هي إلا كذب وزيف و استرخاص بعقول أشقائنا الخليجيين ، الذين وعلى مدى أربع سنوات من الحرب قد كانت كفيلة أن يعرفوا مدى خدع وخذلان الإصلاح لهم ، وأنه يسير وفق مشاريع (قطر وتركيا و إيران ) السياسية ، وأنهم يحاولون تسخير ما يصدرونه من قرارات رئاسية ،  سياسية وعسكرية ، وتعيينات لشخصيات تابعة لهم ، مستغلين اختطافهم شرعية (هادي) ، إلا لخدمة أسيادهم المنظمين عالمياً .

قد لا تستطيع العربية السعودية التي هي على رأس دول التحالف العربي ، ولأسباب في نفسها ، أن تعلن عدائها لحزب الإصلاح ، على اختطافهم شرعية (هادي) ومن ثم العبث بها ،   و استغلالها  للاستظلال تحتها ، والاحتجاج  بها، رغم أن عبثهم فيما يصدرونه من تلك القرارات  ، هي  قرارات خطيرة جداً على مصالح دول التحالف العربي  ، والتي فيها أيضا  يحاولون  تعطيل العلاقة بين التحالف وشركائهم الجنوبيين ، التي يرمون من خلالها سيطرتهم العسكرية على أرض الجنوب ، ومواصلة نهبهم لثرواته .

هنا يجب لمواجهة الإخوان وأطماعهم في الجنوب ، أن يكون خيار التحالف  - وهو خيارهم الوحيد - هو دعم و تقوية مكانة المجلس الانتقالي الجنوبي ، وقوات مقاومته ، عسكرياً وسياسياً ،  داخلياً وخارجياً ، وعليهم أن لا  يترددون ، حتى لا يخسرون حليفا قوياً مخلصاً مضحياً .