أمام التحالف خيار (واحد)
عادل العبيدي
- على هامش الدراسة الروسية للاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك
- الانتقال الجنوبي نحو السيطرة على السلطة
- محاور اتجاهات البيان الاستثنائي للانتقالي
- ثبات الانتقالي على ما تعهد به
مثلما تكلمنا من قبل ، أن سياسة تنظيمهم الإخواني هي فقط التي يعملون على ضوئها ، ووفقا لمخططاتها وأهدافها ، وسوف يجتهدون من أجل تنفيذها بحذافيرها. دول الخليج العربي بالنسبة للإخوان هدف مؤجل ، إلى أن يتمكنوا من تحقيق مخططاتهم في اليمن، والتي على تحقيقها يعتمدون على تكثيف عملهم الاستخباراتي والإعلامي والعسكري ، الذي لأجله تم تسخير كل الدعم السياسي والعسكري والمادي الذي قدمته دول التحالف العربي لحزب (الإصلاح الإخواني ) باعتباره يمثل الشرعية في حربهم ضد الحوثيين ، الذي تنصّل متعمداً عن مواجهة الحوثيين ، ملتفّاً على استراتيجية التحالف العسكرية والسياسية لحربها في اليمن ، بل أنه أيضاً قد استغل كل دعمها لصالح تنظيمهم الإخواني ، حيث أنهم وبدلاً من أن تسير معاركهم في اتجاه صنعاء ، حوّلوا معركتهم إلى الجنوب مع الجنوبيين ، الذين يعتبرون شركاءً أساسيين مع التحالف في الكثير من الانتصارات التي تحققت للتحالف على الحوثيين .
الجنوبيون أهدافهم ثابتة وظاهرة، ولا يمكن أن يتنازلوا عنها ، وهي استعادة دولتهم ، ولن يسمحوا لأي دولة، ولا لأي قوة عسكرية ، أو أي تنظيم أو حزب أن يستنقص من أهدافهم ، أو محاولة السيطرة على أرضهم ، وطبيعتهم أنهم أوفياء ومخلصون مع من يمد إليهم يده في مساعدتهم ، وصادقون في حفظ مصالح دول الجوار ، وليس من شيمتهم الغدر أو التفريط بمن مد يده لمساعدتهم .
على التحالف العربي أن يتدارك الأمور والأخطار المحدقة بهم وهي مازالت طفيفة، ولا ينتظر إلى أن تتسع وتترسخ وتتعمق، ويعرف أنه ولمواجهة تمرد حزب الإصلاح و انحرافه عن مبادئ و أهداف حربهم في اليمن ، وخياناتهم وغدرهم وابتزازهم وعمالتهم لصالح سياسة وأهداف دول أخرى معادية للتحالف، ليس أمامهم غير خيار واحد ، وهو توجيه دعمهم القوي السياسي والعسكري للجنوبيين ، ومساعدتهم أن يكونوا هم فقط الذين يمكن لهم السيطرة على أرضهم وحمايتها وإدارة شؤونها بأنفسهم ، على طريق الاعتراف بدولتهم مستقبلا ، ويجب أن يكون دعمهم على المستوى الداخلي والخارجي .
وضع الأمل على ما يسمى بشرعية الإصلاح في مواجهة الحوثيين ، واعتماد دول الخليج العربي عليهم كحليف صادق ووفيّ ومضحٍ في سبيل تحقيق أهدافهم ، وحفظ أمنهم ومصالحهم ، جميعها ضاعت وذهبت في مهب الرياح ، ولا يمكن أن ينظر إليهم ، لا الآن ولا مستقبلاً ، في أنهم سيكونون سنداً قوياً وعوناً وفياً لأشقائنا في دول الخليج العربي . الإصلاح قرر، ولا يمكن أن يعود عن مشاريعه ، ولا يرى غير السير في طريق تنظيمهم الإخواني ، الذي هو أشد ما ينظر وأشد ما يطمح أن تحقق أهدافه، وعليها ترسو قواته ، هي أرض ومنطقة الجزيرة والخليج .
إن ما يقوم به اليوم حزب الإصلاح من اختطاف لشرعية (هادي) ، وما تقوم به مطابخهم السياسية من استصدار قرارات رئاسية كيدية ، وما يكون من ترويجهم الإعلامي لها ، وأنها ضروريات وتخدم التحالف في حربهم مع الحوثي ، ما هي إلا كذب وزيف و استرخاص بعقول أشقائنا الخليجيين ، الذين وعلى مدى أربع سنوات من الحرب قد كانت كفيلة أن يعرفوا مدى خدع وخذلان الإصلاح لهم ، وأنه يسير وفق مشاريع (قطر وتركيا و إيران ) السياسية ، وأنهم يحاولون تسخير ما يصدرونه من قرارات رئاسية ، سياسية وعسكرية ، وتعيينات لشخصيات تابعة لهم ، مستغلين اختطافهم شرعية (هادي) ، إلا لخدمة أسيادهم المنظمين عالمياً .
قد لا تستطيع العربية السعودية التي هي على رأس دول التحالف العربي ، ولأسباب في نفسها ، أن تعلن عدائها لحزب الإصلاح ، على اختطافهم شرعية (هادي) ومن ثم العبث بها ، و استغلالها للاستظلال تحتها ، والاحتجاج بها، رغم أن عبثهم فيما يصدرونه من تلك القرارات ، هي قرارات خطيرة جداً على مصالح دول التحالف العربي ، والتي فيها أيضا يحاولون تعطيل العلاقة بين التحالف وشركائهم الجنوبيين ، التي يرمون من خلالها سيطرتهم العسكرية على أرض الجنوب ، ومواصلة نهبهم لثرواته .
هنا يجب لمواجهة الإخوان وأطماعهم في الجنوب ، أن يكون خيار التحالف - وهو خيارهم الوحيد - هو دعم و تقوية مكانة المجلس الانتقالي الجنوبي ، وقوات مقاومته ، عسكرياً وسياسياً ، داخلياً وخارجياً ، وعليهم أن لا يترددون ، حتى لا يخسرون حليفا قوياً مخلصاً مضحياً .