أين الجنوب مما يجري؟
عبدالقوي الاشول
المزيدنبدو وفق كافة المعطيات منذ زمن بعيد مشغولين بأنفسنا.. وضع لم نعد معه ندرك أننا بعيدين عن قضيتنا الأساسية لأن التفاصيل التي أغرقت الجميع لا تتعدى طرق الإساءات المتبادلة لبعضنا، حتى إننا في ظل هذه الضبابية المطلقة لا نرى آفاق المستقبل القريب لمجتمعنا الذي أصابه الإحباط واليأس من تلك الانعكاسات العدائية، إن جاز الوصف، تجاه بعضنا دون مبرر منطقي لما يجري ولا نتائج تذكر أكثر من أننا نمارس الإضعاف لقضيتنا الأساسية التي باتت هامشية، حتى في درجة تفكير الصفوة والرموز السياسية والمكونات التي للأسف وجدت نفسها تخوض في غمار معمعات مناطقية جوفاء وحسابات سياسية ليس فيها أدنى مضمون الحصافة والحرص..
حتى إن بعض العقلاء ممن يجترون تماماً مما هو قائم يتساءلون: هل خلا الجنوب من العقول البشرية والحكماء والرموز الوطنية التي عرفت في مجتمعنا بحضورها اللافت في مثل هذه المنحنيات الصعبة؟!.. هل الأمور مستحكمة إلى هذه الدرجة من الاستمالة في تجاوزها؟ وهل يمكننا البناء على حسن نوايانا تجاه بعضنا؟
إن المسألة لم تعد بهذه السطحية بعد أن صار التعايش معها على مدى عقود هو السبيل الذي بات يحتم على الجميع التعاطي مع هذا الواقع المرير.
وبالنظر إلى ما تقدم يمكننا أن نشير إلى رزمات حلول لواقعنا، ولكن بمعزل عن إرادتنا الذاتية التي للأسف لم تغادر عتبات الماضي، بل ليس لديها خشية من مآلات هذه العدمية التي نعيشها بالنسبة لمستقبل الجنوب الذي يعيش تبعيات الماضي، للأسف، دون أن تجد قواه السياسية ورموزه سبيلاً للخروج من تلك الشرنقة المستحكمة، والتي للأسف باتت تتغذى عبر وسائل عصرية اجتماعية أسهمت - إن جاز التعبير - بصورة عكسية، في وضعنا.