الجنوب دولة في نظر الأشقاء

من الآن وصاعدا يسعى الأشقاء في دول الخليج العربي وخاصة السعودية والإمارات إلى التشبث في الجنوب والتعامل معه كدولة شقيقة أكثر فأكثر من أي وقت مضى ، هذه النظرة من الأشقاء الخليجين إلى الجنوب قد لاتبدو في زيها الرسمي المتعارف عليه بين الدول العربية حاليا ، إلا أن الدعم السياسي والعسكري والمالي والمعنوي الذي يقدمه الأشقاء إلى الجنوب وبشكل منفصل عن ماتسمى حكومة الشرعية ، يدل على أن الأشقاء يعملون جاهدين ووفق خطوات وخطط منظمة ومدروسة على تهيئة الجنوب أن يكون دولة مستقلة ذات سيادة ، قد يتآخر قليلا الأعتراف الرسمي بالجنوب كدولة من قبل الأشقاء الخليجيين والعرب ، إلا أن الأعتراف سيأتي أن شاء الله ، و هذا التآخير ربما يكون لاسباب متعلقة بالتهيئة الكاملة للجنوبيين ، حتى يستكمل بسطهم العسكري على الأجزاء القليلة المتبقية من أرض الجنوب ، وحتى يتم القضاء نهائيا على الإرهاب والإرهابيين من القاعدة وداعش والإخوان ، وأيضا حتى يستكمل الانتقالي الجنوبي سفرياته السياسية الديبلوماسية الخارجية ، التي ومن خلال النجاح الكبير الذي حققه وفد الانتقالي إلى بريطانيا وروسيا ، ولقاءات الرئيس الزبيدي مع عدد من سفراء الدول الأجنبية الدال على قبول تلك الدول المبدئي بمطالب الجنوبين ، أنها كانت زيارات مرتب لها من قبل الأشقاء الخليجيين وبمباركتهم ، ليكون الأعتراف الخليجي و العربي والدولي بالجنوب دولة مستقلة متزامنا في وقت واحد .

صراخ قوى الشمال مجتمعة من حوثيين وإصلاحيين ومؤتمريين لم يأتي من فراغ ، أنما هو الألم الذي لم يجدوا له أي دواء ، من تلك النظرة الخليجية العربية الدولية إلى الجنوب كدولة ، والتعامل معه مبدئيا كدولة ، لهذا فهم وبشتى الوسائل والطرق التي أكثرها الخبيثة الحاقدة الخائنة ، يحاولون كيف يعزلون الجنوب عن بناء أي علاقات أخوية مع الأشقاء وخاصة دول الخليج ، وجعل الجنوب بعيدا عنهم ، من خلال كيل الإساءة والإتهام للسعودية والإمارات أنها دول احتلال للجنوب ، وأنها لاتريد من حربها ضد الحوثي ومن مشاركة قواتها قوات الجنوب غير نهب ثرواته واستغلالها لمصالحها ، وبالمثل فإن مطابخ تلك القوى الشمالية شغالة ليلا ونهارا ضد الانتقالي في وصفه بالخائن والعميل للإمارات ، طبعا هم بذلك يريدون إيقاع العداوة بين الجنوب ودول الخليج ، حتى يفضى لهم الجو في جعل نظرة الأشقاء الخليجيين إلى الجنوب تكون حسب هواهم ، لكن هيهات لهم فكل الجنوبين قد شبوا عن تلك الإفتراءات ومحال تصديقها .

بدورهم الأشقاء الخليجيين لن يسمحوا التفريط بالجنوب وتركه فريسة سهلة لإيران وتركيا ترتع فيه كيفما تشاء عن طريق أعوانهم الحوثين والإخوان ، خاصة بعد أن وجدوا فيه أرضا ومقاومة وشعبا والتي أثبتتها حرب 2015 م من أن الجنوب هو درعهم الواق لأمنهم وللحفاظ على مصالحهم ، مالم يتوقعوه ولم يتصوروه بسب العزلة التي كانت بينهم وبين الجنوب ، التي كان يفرضها ويتحكم بها نظام صنعاء .

قوى الشمال مجتمعة حاولت كسر نظرة الأشقاء هذه إلى الجنوب ، وأرباك العمل السياسي الانتقالي الخارجي بفرض أمر واقع آخر بخيانات الإصلاح تسليم كثير من المواقع العسكرية إلى الحوثيين والاشتراك معهم في حرب احتلال الجنوب ، كالتي حصلت في الضالع مؤخرا ، إلا أن الأشقاء قد زادوا من تعظيم نظرتهم إلى الجنوب كدولة بحمايتهم الجوية و بما قدموه من دعم مادي إلى مقاومة الضالع التي كسرت شوكة وعنجهية ذلك المد الفارسي التركي ، ومعنويا بزيارة نائب رئيس الانتقالي هاني بن بريك إلى الضالع بموكب عسكري ضخم .