ويكيلكس يعود إلى الواجهة

بعد أن أفلت قبل سبع سنوات صاحب أشهر موقع إلكتروني في العالم من العقاب بلجوئه إلى سفارة الإكوادور في بريطانيا وحصوله على الحصانة الدبلوماسية التي تمكن عبرها من الاحتماء خلف جدران السفارة لأعوام سبعة خلت، هاهو وبعد جملة الضغوطات التي مورست على الإكوادور يعود إلى الواجهة بعد أن رفع الغطاء عنه.
فبعد أن أصبح في قبضة السلطات البريطانية هناك مطالبات بالمحاسبة، وأخرى تعتبر أن ما قام ويقوم به عبر موقعه هو يندرج في إطار الحروب الإعلامية التي لا يقضي القانون فيها المعاقبة؛ إذ يعتبر هؤلاء أن صاحب الموقع “جوليان سانج” مارس مهنية أو ربما هو من ظواهر الإنترنت المميزة إذا استطاع اختراق السرية لدى بلدان كثيرة وقدم معلومات عن صفقات مشبوهة وقضايا فساد وأخطاء حروب وصفقات بيع أسلحة بصورة سرية، ناهيك عن تفاصيل قضايا فساد في بلدان كثيرة ما يعتبر مثل هذا العمل نمطاً من المهنية والاجتهاد في الكشف عن المعلومات.
فهل تعارض صاحب هذا الموقع من الحريات وقضايا حقوق الإنسان؟
بالطبع لم يكن الحال كذلك؛ إلا أن الأجهزة الاستخبارية في الغرب تحديداً وفي الولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً يسعون لمعاقبة الرجل من خلال ما تم نشره في موقعه، في حين أن ويليلكس من وجهة نظر الكثيرين لم يكن يمثل إلا جانباً من تكنولوجيا المعلومات وثقافة عصر الإنترنت، أو هكذا تكونت شبكته العنكبوتية المشاغبة؛ بل المزعجة، خصوصاً لدى الأجهزة الأمنية التي ترى في عمله تجاوزاً للمحاذير.
ولكن ما هو سر حصول “ويكيلكس” على كل تلك المعلومات الدقيقة؟ وكيف تكونت شبكته العنكبوتية التي يعمل فيها عدد من الأكاديميين والمثقفين والرياضيين مع أنها مؤسسة غير زكية في الأصل؛ تنشر أخبار وتقارير المؤسسات الإعلامية الخاصة ناهيك عن أخبار وتقارير جهات مجهولة كما هو الحال في العام 2006م.
في حين شكل هذا الموقع الفريد ملاذاً لمثقفين وصحفيين ونحوهم ممن وجدوا في هذه المؤسسة مرادهم.​