الانتقالي كبير عن الصغائر والفسيفسات
عادل العبيدي
- على هامش الدراسة الروسية للاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك
- الانتقال الجنوبي نحو السيطرة على السلطة
- محاور اتجاهات البيان الاستثنائي للانتقالي
- ثبات الانتقالي على ما تعهد به
لأن ثقة الانتقالي بنفسه كبيرة وعظيمة ، ولأنه مدرك للأمور الكبيرة التي تستحق الالتفات إليها والوقوف ضدها ، وصغائر الأمور وفسيفساتها التي لا تستحق ولو لمحة بصر نحوها ، قد كان عظيما وكبيرا عندما ترك الائتلافين يعقدون ما يسمى مؤتمرهم ، دون أن يقدرهم ولو بكلمة منع ، ليصنعون فشلهم بأنفسهم ، ويعرفون حجمهم الحقيقي .
أن ائتلاف ما تسمى الشرعية ، ائتلاف الإصلاح ، ائتلاف الدولة اليمنية الإتحادية وأقاليمها الستة ، ائتلاف الوحدة أو الموت ، ائتلاف 27أبريل ، الائتلاف الوطني الجنوبي ، حقيقته ومن خلال الأشخاص الذين تم تعينهم كأعضاء لهيئة رئاسته ، يتبين والشعب الجنوبي يعرف ذلك مسبقا ، أنه ليس إلا متتبع للنضال الجنوبي ، مهمته فقط هي إفشال النجاحات النضالية الجنوبية ، السياسية والعسكرية والتنظيمية ، والوقوف في طريقها كحجر عثرة بحكم أنهم جنوبين ، هذا التتبع ليس من يوم عقد مؤتمر هذا الائتلاف فقط ، أنما هذا التتبع التآمري ضد القضية الجنوبية قد كانت بدايته منذ انطلاق الحراك السلمي الجنوبي ، في عهد نظام عفاش ، الذي كان بمسميات اخرى ، إذا فإن ما يسمى بالائتلاف الوطني الجنوبي ما هو إلا أمتداد لذلك التآمر على مشروع الاستقلال الجنوبي ، ومحاولة خلط الأوراق أمام المجتمع العربي والدولي وإظهار أن الانتقالي ليس هو الممثل الحقيقي للجنوبين في قضيتهم ، وأن للجنوبين مشروع آخر غير الاستقلال حسب بيانهم الختامي ، فلو نظرنا إلى اشخاص قيادة هذا الائتلاف لوجدنا ومتيقنين من ذلك ، أنهم هم أنفسهم المحاربين للحراك السلمي الجنوبي ، الذي منهم من تلبس ثوب الحراك والتكلم باسم ثورة وقضية الجنوب بأوامر من عفاش ، ومنهم من اخترق الحراك كمؤسسين وقيادة لبعض المكونات الحراكية بأوامر من علي محسن والإصلاح ، ومنهم من قد صغر وصار فسيفسة عندما أرتكن إلى مشاريع القوى اليمنية والتخلي عن مشروع استقلال الجنوب ، الذين أبدعوا في زرع الخلاف الدائم بين الجنوبين طيلة فترة النضال السلمي .
إذا هم أنفسهم الذين يحاولون اليوم الوقوف في طريق الانتقالي الجنوبي ومحاولة عرقلته ومنعه من أن يخطوا خطوة واحدة نحو استعادة الدولة الجنوبية ، ومحاولة تعطيل كل خطواته التي استطاع أن ينجح فيها وبقدرات فائقة . ومحاولة جره إلى مواجهة وصراع جنوبي ، نجد أنهم هم نفس الأشخاص ، الذين كانوا يؤدون نفس المهام السابقة ، التي هي التعطيل عن الجنوبين ، والتتبع والوقوف ضد أي مشروع جنوبي يمثل الإرادة الجنوبية الحقة .
فقط هذا هو هدفهم الحقيقي من إشهار ما يسمى الائتلاف الوطني الجنوبي وعقد مؤتمره في العاصمة الجنوبية عدن ، أما مسألة تلك النقاط التي أحتواها بيانهم الختامي ، التي أظهرت أنهم ضد هدف استعادة الدولة الجنوبية ، إلا لكي يكون مشروع ضدي لمشروع الانتقالي ، وإلا فنقاط بيانهم تلك ، لم تستطيع دول الخليج وهيئة الامم المتحدة تنفيذها على الواقع ، لضعف ما تسمى الشرعية إداريا وسياسيا وعسكريا ، وأيضا لسيطرة الحوثي على الشمال ، وسيطرة الانتقالي على الجنوب .