ما كو كهرباء ولا ماء

العراق أول بلد في العالم ظهر فيه النفط على سطح الأرض دون استكشاف، أي أن غنى العراق بالنفط لا يوصف من حيث وفرة حقوله، خصوصاً مناطق الجنوب التي تعيش مع ذلك أزمة كهرباء ناهيك عن شدة حرارة صيف تلك المناطق.. والثابت أن المسألة ليست مالية إلا أن الفساد الماحق يمنع أي بلد من توفير البنى التحتية والخدمات مهما رصدت لها من إمكانيات.
فماذا عن حالنا في مناطق الجنوب تحديداً حيث الصيف اللاهب، وعدم توفر خدمات الكهرباء والمياه ونحوها؟!

على مدى سنوات خلت والحديث يتم عن إدخال كم ميجا كهرباء إلى ما هو متوفر، إلا أن الحكاية لا تتعدى معالجات ترقيعية، فتارة المازوت غير متوفر وأخرى يرتفع سعره وأخرى خروج المولدات عن الخدمة.
والثابت أن نتائج عدم الصيانة على مدى عقود والعبث السابق بموارد الكهرباء وغياب المسؤولية وتعاقبهم على إدارة الكهرباء، وعدم وجود حلول فعلية للمشكلة وحالة عدم التزام السكان والمؤسسات والمرافق بدفع ما عليها والاستخدام العبثي للتيار وغياب المسؤولية عند المستخدمين.. مسائل تفاقم من الوضع وتجعل الحلول الترقيعية غير مجدية.

واذا ما احتسبت تلك المبالغ مع ما يتكلفه السكان من شراء خوازن ومولدات تكفي لتغطية البلاد بالطاقة الكهربائية، إلا أن حسابات الجميع ربما استمرأت هذا الوضع، الذي يجعل معاناة السكان بالكهرباء مستمرة فلا الأعمال ولا الأنشطة التجارية يمكن أن تستقيم بدون الكهرباء، ولا حديث عن خدمات طبية.

فهل يمكن حل سحر الطاقة الكهربائية؟ أم أن الأمر من المستحيلات ومن خصائص الأوضاع التي آلت إليها بلدان كثيرة بعد الربيع العربي؟
ولو نظرنا إلى واقعنا العربي حتى في بعض البلدان الغنية فهو متماثل إلى حد بعيد، لا يمكن للسلطات أن تتحدث عن إنجازات بعينها، لأنه لا شيء منها خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، فحجم البطالة مهول، والفقر منتشر على أوسع نطاق، والفساد مستشر، فقط لو تضمن هذه الأنظمة وتلك توفير المياه والكهرباء لاعتبرنا ذلك إنجازا لا حدود له يستحقون عليه مزيداً من العقود للاستمرار في سدة الحكم، أم ما كو كهرباء، وفق قول الأشقاء في العراق.​